اهتمت الصحف العربية الصادرة، اليوم الخميس، بجملة من المواضيع، أبرزها العلاقات المصرية – الإفريقية، والعقوبات الأمريكية المفروضة على طهران، والإجراءات السعودية ضد كندا على خلفية التدخل في شأنها الداخلي، والقضية الفلسطينية، والمشهد السياسي والداخلي في العراق وإيران، ومسار تشكيل الحكومة اللبنانية. ففي مصر، كتبت صحيفة (الأهرام) في افتتاحيتها، أن التعاون الاقتصادي والتنسيق السياسي مع الدول الإفريقية يشهد نقلة نوعية بعد سنوات طويلة من الجمود والشكوك التي سيطرت على علاقات مصر مع الدول الإفريقية، مشيرة إلى أنه على المستوى السياسي شهدت هذه العلاقات تحسنا واضحا وتجاوبا من الطرفين وتعاونا في العديد من القضايا المشتركة، كما أن حجم التعاون الاقتصادي والتبادل التجاري مع إفريقيا ارتفع خلال السنوات الأربع الماضية بصورة كبيرة، حيث زاد حجم التبادل التجاري بين الجانبين، وفقا لأرقام وزارة التجارة والصناعة، على 6 مليارات دولار في عام 2017. وأضافت الصحيفة أن المؤشر الجديد على زيادة التعاون والتنسيق السياسي والاقتصادي مع الدول الإفريقية، هو ما تشهد حاليا مدينة شرم الشيخ من اجتماعات للدورة الـ 41 لمجلس محافظي جمعية البنوك المركزية الإفريقية التي تستضيفها مصر لأول مرة، والتي تعد أحد أهم وأبرز الأحداث الاقتصادية على مستوى القارة الإفريقية، وذلك بما لها من صلاحيات وقدرة على اتخاذ قرارات مهمة للغاية تنعكس بالإيجاب على زيادة حجم التعاون والتكامل الاقتصادي بين الدول الإفريقية، وبالتالي تسهم في رفع وتحسين مستويات المعيشة لدى المواطن الإفريقي.
بدورها، كتبت (الأخبار)، في مقال لأحد كتابها بعنوان “الأمن المصري الإفريقي”، أن عودة الهدوء إلى القرن الإفريقي بعد الاتفاق بين إثيوبيا واريتريا وإحلال السلام في جنوب السودان بالاتفاق بين سلفا كير ونائبه مشار، أعاد الاستقرار إلى عمق مصر الأمني الإفريقي ويساهم في تقوية العلاقات الإفريقية قبل تولي مصر رئاسة الاتحاد الإفريقي في دورته القادمة.
وأضافت أن مصر تنتمي لقارتها الإفريقية وتعزز علاقاتها دائما مع دول القارة بما فيها دول حوض النيل، وتسعى لتعزيز التعاون الثنائي مع دول القارة، إضافة لعضويتها في التجمعات الاقتصادية الأفريقية مثل “الكوميسا” و”أكادير” وغيرها من التجمعات الاقتصادية التي تعمل على تفعيل التعاون الاقتصادي بين دول القارة، وأيضا حماية المصالح الأفريقية وتقوية الروابط بين الشعوب وتبادل الاستثمارات والإسهام في المشاريع التنموية لدول القارة. وفي الامارات، كتبت صحيفة (الخليج) في افتتاحيتها بعنوان “خياران أمام طهران” أنه مع بدء تطبيق العقوبات الأمريكية الجديدة على إيران، “بدأ الخناق يشتد على النظام الإيراني الذي وجد نفسه أمام واقع جديد قد يعصف به نتيجة تداعيات العقوبات وتأثيرها الاقتصادي والمالي والاجتماعي في مجمل الوضع الإيراني”، مضيفة أن القيادة الإيرانية تحاول التقليل من الآثار السلبية للعقوبات من خلال إطلاق “المواقف الدونكيشيتية لإيهام الإيرانيين بالقدرة على استيعاب العقوبات تلافيا لردة فعل شعبية متوقعة، وإقناع الشركات الغربية التي بدأت تحزم حقائبها واستثماراتها وترحل تفاديا للعقوبات التي تنتظرها إذا ما أصرت على البقاء، ومنها شركات أوروبية عملاقة “. وخلصت الصحيفة إلى وجود خيارين لا ثالث لهما أمام القيادة الإيرانية، “إما الرضوخ للمطالب الأمريكية بتعديل الاتفاق النووي، وقيام دولة سوية مسالمة لا تعتدي ولا تتدخل في شؤون الآخرين، وإما مواجهة عواقب وخيمة”.
وفي موضوع آخر، أكدت صحيفة (الوطن) في افتتاحيتها أنه لولا “الوقفة المشرفة للإمارات والدول الشقيقة في تحالف دعم الشرعية” مع اليمن، فإن هذا الأخير سيكون “عبارة عن مستعمرة إيرانية تنزف المئات وربما الآلاف من أهلها ما بين مقصلة الجلاد (الفارسي) الغازي وأذنابه وأدواته، أو جراء أوضاع إنسانية كارثية تأتي على كل شيء، هذا هو الكابوس الذي كان يمكن أن يحل باليمن”.
واعتبرت الصحيفة أن مواقف الامارات “التاريخية الثابتة بدعم اليمن ليست وليدة أزمات أو قريبة العهد، بل طوال تاريخها كان ألم اليمن يجد يد الخير تواسيه وتخفف عنه، ومع تصدر الإمارات الدول المانحة للمساعدات الإنسانية إلى الشعب اليمني في العام 2018 بـ3.75 مليار درهم، فهي تؤكد في مناسبة جديدة كيف لبت نداء الأشقاء وتبنت قضيتهم وبددت مخاوفهم وكانت خير نصير لحقوقهم المشروعة”.
وفي السعودية، أوردت يومية (الوطن) أن الرياض تدرس القيام بإجراءات جديدة ضد كندا، إذ ظهرت تقارير جديدة تفيد بأن السعودية تخطط لتفريغ حصصها من الأسهم والسندات الكندية، وذلك بسبب لتدخلات الكندية في الشأن السعودي الداخلي، والذي نجم عنه قطع العلاقات بين البلدين.
وقالت اليومية إن “تدخلات كندا السافرة الكندية في الشؤون الداخلية السعودية، أدت إلى مزيد من الخسائر بمليارات الدولارات، إثر قطع المملكة جميع أشكال التعاون التجاري مع أوتاوا”.
وفي موضوع آخر، قالت يومية (عكاظ) إن “طهران أنجزت عبر سفيرها في بغداد أريج مسجدي، ملف العبث السياسي في العراق وأعادت الصراع الطائفي في هذا البلد إلى واجهة العمل السياسي، وضربت بنتائج الانتخابات التي تصدرها تحالف (سائرون) بزعامة مقتدى الصدر، عرض الحائط”.
وبحسب اليومية، فقد “تم إبعاد زعيم تحالف (النصر) رئيس الوزراء حيدر العبادي عن الصدر، وأصبحت الفرصة الأكبر وفق التطورات المفاجئة لتحالف (الفتح) بزعامة الأمين العام لمنظمة بدر هادي العامري، وائتلاف دولة القانون برئاسة نوري المالكي، بعد انضمام تحالف (النصر) إليهما لتشكيل الكتلة الأكبر في البرلمان، واختيار رئيس الوزراء الجديد”
وأضافت اليومية أن “الخطة التي وضعها سفير طهران في العراق قلبت المعادلة السياسية في العراق، وأعادت فك وتركيب التحالفات لمواجهة النجاح الكبير الذي حققه الصدر، الذي يناهض التدخلات الإيرانية في بلاده في الانتخابات، الأمر الذي يعيد الصراعات الطائفية إلى سابق عهدها بهدف إدخال العراق في أتون المواجهات مجددا”.
وفي قطر، نوهت افتتاحية (الوطن) بالزيارة التي قام بها نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدولة لشؤون الدفاع القطري، خالد بن محمد العطية، إلى معسكر (بوتمير) التابع لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، بجمهورية البوسنة والهرسك، أمس الأول، وما كان من لقائه بعدد من مسؤولي المعسكر واطلاعه على البرامج التدريبية المعتمدة به، مسجلة، في هذا الصدد، أن” التعاون الذي شرعت قطر في ترسيخه مع حلف شمال الأطلسي (الناتو) يعكس أهمية اختيارات الدوحة لقضايا الأمن والدفاع ويعزز رؤيتها لتحقيق الاستقرار إقليميا ودوليا”. ومن جهتها، أشادت افتتاحية (الراية) بمستوى النمو الذي حققه الاقتصاد القطري في الربع الأول من 2018، وفقا لأرقام وزارة التخطيط التنموي والإحصاء، والتي كشفت عن ارتفاع الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 7.0 في المائة؛ منتقلا من 149.93 مليار ريال المسجلة في نفس الفترة من 2017 الى حوالي 160.44 مليار ريال بالأسعار الجارية (دولار أمريكي يساوي 3.6398 ريال)، معتبرة أن تسجيل هذه الزيادة “دليل واضح على قوة الاقتصاد القطري”.
ومن جانبها، توقفت صحيفة (العرب) عند ما تردد بشأن مباحثات، قيل إنها في “مرحلة متقدمة”، ما بين شركة النفط الصينية “بترو تشاينا” وقطر حول شراء غاز طبيعي مسال بموجب اتفاقات قصيرة وطويلة الأجل، وذلك في إطار مسعى صيني لاختيار الغاز الطبيعي بدلا عن الفحم في توليد الطاقة الكهربائية، باعتباره “أقل تلويثا للبيئة”، مشيرة الى أن الاختيار الصيني يندرج في سياق برنامج اعتمدته العام الماضي، جعلها، بحسب المراقبين، تتفوق على كوريا الجنوبية لتصبح ثاني أكبر مشتر في العالم للغاز الطبيعي المسال.
وأضافت الصحيفة، استنادا الى تحليلات لخبراء السوق، أن الاتفاق مع قطر، أكبر منتج للغاز الطبيعي المسال في العالم، “أمر منطقي في الوقت الذي تسعى فيه الدوحة وراء مشترين بعد توسعات إنتاجية مزمعة”.
وفي مقال رأي تحت عنوان “الناتو العربي .. وفن ابتذال المصطلحات”، تساءلت صحيفة (الوطن) عن طبيعة هذا التحالف، وإن كانت مهمته ستكون دفاعية أم هجومية، خاصة في ضوء اختلاف السياقات التاريخية بين دوافع تأسيس تحالف الناتو الغربي الذي نشأ بهدف محاصرة المد الماركسي والناتو العربي، والذي يقال إنه موجه لضبط التمدد الإيراني، وأيضا حول الدول المرشحة للانخراط فيه، وعمن ستتولى القيادة، وإن كان “سينشأ من خلال معاهدة دولية تصدقها البرلمانات وتحدد حقوق وواجبات الأطراف المشاركة، أم سيبقى في حالة سيولة وغير محدد الهوية”، وعن دور وموقع إسرائيل داخله.
لم ي د ع كاتب المقال أنه يملك الأجوبة عن هذه الأسئلة بقدر ما اعتبرها نافذة لمقاربة التصورات المتاحة عن هذا التحالف، مرجحا، في سياق المشهد العربي الحالي أن يكون، في حال لو تم إحداثه، محدود الأعضاء، وبدون سند من معاهدة دولية يعود إقرارها إلى مراجعات برلمانية، وبإشراف أمريكي “لا يتجاوز ما هو فني ومعلوماتي”، وبحضور ضمني لإسرائيل، لن تتكشف أدواره إلا لاحقا، على أن يأخذ في أقصى ما يمكن أن يكون عليه “شكلا مرنا وقابلا للتأقلم” مع “تفاعلات المنطقة”.
وفي الأردن، نشرت صحيفة (الغد) مقالا يرى فيه كاتبه أن معظم المتابعين لما تدعى “صفقة القرن” التي يعدها ترامب وصهره كوشنر، يقرأون فيها جهدا لتصفية القضية الفلسطينية نهائيا، مشيرا إلى أن من أبرز ملامح “الصفقة” المشؤومة، قطع أي صلة للاجئين الفلسطينيين بوطنهم، وأن الوسيلة الأبرز لتحقيق ذلك، هي تصفية وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا).
وتساءل كاتب المقال لماذا وكالة الغوث؟، وقال ليس لأنها توفر المساعدات لعدد كبير من الفلسطينيين الفقراء في داخل الوطن وخارجه وتعينهم على البقاء فقط، وإنما لكونها الجهة الدولية الرسمية التي لديها سجلات للاجئين للفلسطينيين، والتي تحتفظ بأسمائهم، من الأجداد إلى الأحفاد، معتبرا في هذا الصدد أن استهداف الوكالة يعني الضغط عليها لتخفيض خدماتها وتسريح موظفيها في إطار المزيد من تجويع الفلسطينيين. كما أن إغلاق أبواب وكالة الغوث سوف يعني عمليا قتل أول وآخر هيئة دولية تعطي اللاجئين الفلسطينيين وثيقة تصفهم بهذا الوصف.
وفي السياق ذاته، كتبت (الرأي) في مقال أن الدولة الصهيونية تواصل كشف وجهها العنصري “الاستيطاني”، لتحقيق هدفها المشؤوم، معتبرة “قانون القومية” الذي يقر الكيان الصهيوني “دولة قومية” (للشعب اليهودي)، بـ “القانون العنصري الذي يرسخ التفرقة العنصرية ويجرد الفلسطينيين من حقوقهم القومية والوطنية والثقافية، ويرمي إلى اقتلاع روح الشعب الفلسطيني من أرض فلسطين عبر الاستيلاء على أكبر مساحة ممكنة من الأرض لصالح استعمار/ “استيطان” اليهود.
وأضاف أنه مع تسارع الاستعمار/ “الاستيطان”، وعمليات التهويد والاستيلاء على الأرض في ظل القوانين العنصرية المتسارعة المقرة من “الكنيست” (البرلمان الإسرائيلي) حسم أمر صورة وحقيقة إسرائيل : دولة “الأبارتايد الثانية” بعد جنوب إفريقيا.
ومن جانبها، توقفت (الدستور) عند اللقاء الذي جمع أمس بعمان بين العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، والرئيس الفلسطيني محمود عباس، والذي جرى خلاله استعراض التطورات الراهنة على الساحة الفلسطينية، والمساعي المستهدفة إعادة تحريك عملية السلام، مشيرة إلى ما تم التأكيد عليه من ضرورة مواصلة التنسيق والتشاور بين الجانبين حيال التطورات المرتبطة بالقضية الفلسطينية والقدس.
وفي البحرين، كتبت صحيفة (البلاد)، في مقال رأي، أن الاحتجاجات الشعبية العارمة المتواصلة في مختلف المدن الإيرانية والتي لا تعرف الهدوء والسكينة منذ اندلاعها، لم يعد سرا أن إخمادها صار مستحيلا، مؤكدة أن “ما يرعب النظام الإيراني ويصيبه بالهلع هو أن منظمة مجاهدي خلق هي من تقود الانتفاضة وتناضل من أجل إزاحة وإسقاط كابوس هذا النظام”. وأضاف كاتب المقال أن استمرار الاحتجاجات الشعبية وعدم انقطاعها وازدياد حدتها يوما بعد يوم، يقابلها فشل وتراجع دور النظام وتراخي قبضته الحديدية على الأوضاع، فلم يعد المحتجون يكترثون أبدا للأجهزة الأمنية وصاروا يتصدون لها وأحيانا يلاحقونها، وهو ما يدل على أن الغضب والوعي السياسي العالي للشعب الإيراني وصل إلى حد لا يمكن عنده أن يقف مكتوف الأيدي أمام هذه الأجهزة التي لن تصمد أبدا أمام الغضب الشعبي لأنها تعلم تبعات وعواقب ذلك جيدا.
وأشار الكاتب إلى أن النظام الإيراني يقوم بتوظيف كل طاقاته وجهوده من أجل الالتفاف على الانتفاضة ووأدها بغية ضمان مستقبل النظام والمحافظة عليه، لكن الحقيقة المرة التي عليه ألا يتجاهلها أبدا، أن” الحاكمين في طهران شاءوا أم أبوا يقفون أمام خيارين لا ثالث لهما، الهروب من البلاد أو الانتظار لمواجهة مصيرهم الحتمي بمحاكمتهم كمجرمي حرب لارتكابهم جرائم ومجازر بحق الشعب الإيراني وشعوب المنطقة”.
من جهتها، أبرزت صحيفة (أخبار الخليج) أنه بعد دخول العقوبات الأمريكية على إيران حيز التنفيذ سيكون العراق المتضرر الأكبر جراء النزاع بين طهران وواشنطن بسبب اعتماده بشكل شبه كلي على مشتقات الطاقة ومواد أساسية من هذا البلد الذي يشاركه حدودا تمتد إلى أكثر من ألف كيلومتر.
وأوضحت الصحيفة أنه من المرجح أن يفقد العراق، الذي يعاني من ارتفاع معدلات البطالة، آلاف الوظائف لعاملين في مصانع تعتمد على مواد أولية لصناعة السيارات تابعة للمؤسسة الحكومية تعرف بـ “الشركة العامة لصناعة السيارات”، مشيرة إلى أن حجم التبادل التجاري بين العراق وإيران بلغ خلال العام الماضي نحو 6.7 مليار دولار، بينها 77 مليون دولار فقط هي قيمة صادرات بغداد إلى طهران.
وفي لبنان، انصب اهتمام صحيفة ” المستقبل” على موضوع تشكيل الحكومة اللبنانية حيث كتبت أنه “بعد الجمود الذي فرض نفسه على ساحة التأليف والجموح في تأويلات مسببات تعثر المخاض الحكومي، أعادت “دردشة” الرئيس المكلف سعد الحريري يوم الثلاثاء مع الصحافيين، تحريك المياه الراكدة في مستنقع العقد الداخلية المتحكمة في عملية التشكيل، ليعود أمس المد التفاؤلي على ضفاف التأليف مدفوعا بزخم رئاسي يطمئن إلى كون الأيام القليلة المقبلة ستشهد حراكا إيجابيا في اتجاه تذليل المعوقات التي تعترض ولادة الحكومة التوافقية العتيدة”. وأضافت الصحيفة أن “القصر الرئاسي حرص أمس على تعميم أجواء تفاؤلية، نقلا عن زوار رئيس الجمهورية ميشال عون، تسحب من جهة فتيل “السباق الرئاسي” من حلبة الاستحقاق الحكومي، وتؤكد من جهة ثانية العزم الرئاسي على تفعيل قنوات التواصل والتشاور الهادفة إلى تسريع عملية التأليف”.
وفي موضوع آخر، تطرقت الصحيفة إلى اللقاء الذي جمع، أمس الأربعاء، رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري والقائد الجديد لقوات “اليونيفيل” الجنرال ستيفانو دل كول، حيث أكد الحريري، بالمناسبة، على التزام لبنان الكامل بقرار مجلس الأمن الدولي 1701، وإشادته بالدور الذي تتولاه قوات الطوارئ الدولية في سبيل المحافظة على الأمن والاستقرار في الجنوب.
ونقلت اليومية قول الحريري بأن “مصلحة لبنان وسلامة أراضيه تقتضي توفير مقومات التعاون التام بين السلطات اللبنانية واليونيفيل، وأن بلاده تتطلع إلى التمديد لمهمات هذه القوات مع ضرورة استمرار دعمها وتأمين البيئة الضرورية لتمكينها من القيام بعملها على أكمل وجه”.
من جانبها، تناولت صحيفة “الجمهورية” الأوضاع الإقليمية بالمنطقة حيث كتبت أن “الصورة الإقليمية تزداد اهتزازا، ومعها تتزايد الخشية من تطورات دراماتيكية من شأنها أن تدفع بالمنطقة نحو “خريف ساخن”، تتبدى نذرها من الجبهة الاسرائيلية بالحديث عن سيناريوهات حربية محتملة ضد إيران وحول الجبهة السورية، وتضع لبنان على منصة الاستهداف، وكذلك من تطورات الملف الأمريكي الايراني، التي تطرق باب الاشتباك الكبير وفق ما تؤشر إليه المواقف الحربية المتبادلة بين الطرفين، والتي أسست لها سلة العقوبات الأخيرة التي فرضتها واشنطن على طهران وما رافقها من تهديدات”.
وأضافت الصحيفة أنه “على مستوى الضفة اللبنانية، يبقى التأليف مصطدم بحائط مسدود، وإن كان ثمة من يتحدث عن جهود تبذل من قبل مستويات سياسية لفتح ثغرة في هذا الجدار، لكن من دون أن تتمكن هذه الجهود حتى الآن من بناء مساحة مشتركة بين القوى المتقاتلة على الجبنة الحكومية”، مضيفة أن “مأزق التأليف يقع على خط رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس المكلف سعد الحريري، ويؤشر الى انتهاء زمن “الكلام المعسول” الذي حكم التخاطب بين الرئاستين مع اللحظة الاولى لبدء دوران عجلة التأليف قبل أسابيع، والانتقال الى التخاطب من فوق السطوح بكلام مباشر وصريح وحاد في إلقاء مسؤولية تعطيل التأليف في هذا الاتجاه او ذاك”.