تناولت الصحف الصادرة، اليوم الثلاثاء من منطقة شرق أوروبا، حادث مقتل عمدة غدانسك البولونية، والعلاقة الروسية البيلاروسية، وأزمة العلاقات بين أنقرة وواشنطن، وأحدث التطورات على الساحة السياسية اليونانية، وقضايا أخرى محلية وإقليمية والدولية الراهنة.
وهكذا، أولت الصحف البولونية اهتماما كبيرا لحادث مقتل عمدة مدينة غدانسك على إثر طعنه بآلة حادة، وأبعاد هذه الجريمة السياسية والأخلاقية والأمنية.
وكتبت صحيفة “غازيتا برافنا” أن وفاة عمدة مدينة غدانسك بافيل أداموفيتش، بسبب تعرضه للطعن بآلة حادة هو حادث مأساوي بكل معنى الكلمة، ولا يجب أن يغلف بغلاف سياسي قاتم وكأنه وقع في إطار تصفية حسابات بين تيارات سياسية معينة، خاصة وأن الضحية ينتمي الى المعارضة وبالضبط الى حزب (المنبر المدني)، وهو ما تحاول جهات معينة استغلاله لبث الكراهية والحقد بين الفرقاء السياسيين والاجتماعيين”.
وشددت الصحيفة على أن محاولة بعض الأشخاص استغلال اغتيال عمدة غدانسك للتفرقة داخل المجتمع ونشر النزاعات والخلافات السياسية، مع العلم أن هذا الحادث يجب أن يبقى في إطار جريمة ارتكبت ضد شخص، بغض النظر عن انتمائه الإيديولوجي وقناعته السياسية” .
ورأت صحيفة “رزيشبوسبوليتا” أن “الجريمة التي تعرض لها عمدة غدانسك هي فعل دنيئ يجب أن يدينه كل المجتمع دون أهداف سياسية، مع الابتعاد ما أمكن عن “جنون الكراهية”، لأن هذا الأمر قد يدخل المجتمع بكل مكوناته وانتماءاته الاجتماعية والسياسية في نفق مظلم، عوض التركيز على نبذ العنف وكل الممارسات السياسية التي تسيئ الى الديموقراطية في البلاد والى المشهد السياسي، الذي عليه أن يترفع في وصف الحدث وكأنه محاولة تصفية حسابات، وينخرط في محاربة الكراهية والبغض، مع الدعوة الى التسامح والاحترام رغم الاختلاف في تبني وتصريف المواقف السياسية”.
وأضافت أن “السياسيين ووسائل الإعلام يجب أن يحتاطوا في صب مزيد من الزيت على نار الواقعة التي أدانها الجميع بدون استثناء، كما يجب أن يكون الفاعلون السياسيون مثالا يحتذى به في مكافحة كل أشكال العنف والتحلي بالموضوعية والرزانة لكبح جماح التفسير السلبي للحدث، الذي قد يقود الى مصير مجهول لا ترضى عنه كل بولونيا”.
وحذرت صحيفة “فبوليتيسي” “مما ذهبت إليه بعض وسائل الإعلام المعارضة كون الحادث الذي تعرض له عمدة مدينة غدانسك بأنه “جريمة سياسية”، في إشارة الى كون جهات سياسية تقف وراء هذا الاعتداء الشنيع، معتبرة أن “هذه القراءة خطيرة وتثير النعرات الاجتماعية والسياسية، خاصة وأن البلاد مقبلة على استحقاقات انتخابية بالغة الأهمية لمستقبل بولونيا”.
ودعت الصحيفة المستقلة الى ضرورة تسمية الأمور بمسمياتها كون الجريمة المرتكبة في حق عمدة غدانسك هي “جريمة عدوانية واعتداء شنيع” وليست “جريمة سياسية واغتيال مخطط له لسياسي منتخب بالاقتراع العام وهو سياسي عن تفويض ديمقراطي، تمت اعادة انتخابه مؤخرا”، مشددة على أن هذا “الوصف خطير جدا ويقود المجتمع الى الشك في المؤسسات الديموقراطية والأمنية، وهو أمر بعيد كل البعد عن الحقيقة في بلد يؤمن بالديموقراطية والتداول السياسي”.