تناولت الصحف الصادرة اليوم الجمعة بمنطقة شرق أوروبا، تداعيات حالة الجفاف في البلاد وانعكاسات ذلك على الاقتصاد الوطني والتوجه العسكري لتركيا، وتراجع العملة الروسية والوضع الاقتصادي في اليونان، إضافة الى قضايا إقليمية ودولية راهنة.
فقد كتبت صحيفة “أونيط بزنيس” أن الأرقام التي أعلنت عنها الحكومة البولونية رسميا الخاصة بالأضرار المادية الناجمة عن حالة الجفاف الذي عرفته البلاد خلال الموسم الفلاحي الجاري، “أكدت أن الأداء الاقتصادي لقطاع الفلاحة، كمحرك أساسي للاقتصاد الوطني، سيكون كارثيا، مع استحضار أن الحكومة ملزمة بتوفير ما لا يقل عن مليار يورو لضمان توازن القطاع وتعويض الفلاحين عن الخسائر”.
وأضافت أن “حجم الخسائر، التي عرفها قطاع الفلاحة هذه السنة، بالإضافة الى أنه غير مسبوق في تاريخ البلاد، فإنه قد يؤدي الى تعثر الأداء الاقتصادي العام، خاصة وأن هذا القطاع يحتل نسبة مهمة من صادرات البلاد ويغطي حوالي 45 في المائة منها، ويعد القطاع الأكثر تشغيلا في المناطق غير الصناعية والقروية”، مبرزة أن “تعثر القطاع الفلاحي سيكون له انعكاسات اجتماعية سلبية أيضا، وقد يدفع الوضع الاستثنائي الكثير من مهنيي قطاع الفلاحة الى تغيير نشاطهم المهني أو الهجرة الى مناطق أخرى من البلاد أو الى الخارج”.
ورأت صحيفة “فينانسي” أن “خطورة تداعيات الجفاف تكمن في أن بولونيا ستكون مرهونة للدول المجاورة لضمان أمنها الغذائي قبل عودة التوازن للقطاع في حال كانت الظروف المناخية مناسبة في الموسم الفلاحي القادم، كما أن محدودية تصدير المنتوجات الفلاحية سينعكس أيضا على مداخيل البلاد من العملات الصعبة والحفاظ على موقع بولونيا كحلقة اساسية في المنظومة الغذائية لأوروبا”.
واعتبرت الصحيفة أن “تركيز بولونيا على القطاع الفلاحي كدعامة أساسية للاقتصاد الوطني خطأ كبير، في وقت يسجل العالم بأسره تقلبات مناخية غير مساعدة لتطور القطاع، وبالتالي على الحكومة البحث عن استراتيجيات اقتصادية أخرى لدعم قطاعات بديلة لا تتأثر بظروف المناخ وتتميز باستدامتها، منها قطاع الخدمات عن بعد والتكنولوجيا الدقيقة والصناعات الإلكترونية، شريطة ربط التكوين بسوق الشغل وتكوين جيل جديد من الشباب قادر على التكيف مع التطورات التي يعرفها العالم”.
ودعت صحيفة “بولس بيزنيسو” الى “تغيير خطط الحكومة الاقتصادية لضمان عدم تأثر الاقتصاد الوطني بالظروف الاستثنائية وتعثر قطاع الفلاحة والقطاعات الصناعية المرتبطة به”، مشيرة الى أن “الاعتماد بشكل أساسي على قطاع الفلاحة في الاستراتيجيات الاقتصادية أثبت عدم جدواه وكونه حافل بالمخاطر” .
وأبرزت أن على الحكومة البولونية “اتخاذ مبادرات سريعة حتى لا يكون وقع تعثر قطاع الفلاحة شديدا على مناطق كثيرة من البلاد، التي ينحصر فيها النشاط الاقتصادي على مجال الزراعة، ولما لا طرح بدائل اقتصادية كفيلة بالحفاظ على التوازنات السوسيو اقتصادية”.
وفي تركيا، تناولت الصحف اهتمام تركيا المتزايد بتعزيز قدراتها ا الدفاعية، سواء من خلال إصرارها على استكمال صفقة استيراد منظومة الصواريخ الروسية “إس 400” أو من خلال الاهتمام بتطوير الصناعات الدفاعية المحلية، ولاسيما الطائرات المروحية والدبابات.
وفي هذا الصدد، كتبت صحيفة “ترك بريس” نقلا عن شبكة “سي إن إن” الأمريكية أن تركيا بدأت أعمال البناء لموقع الصواريخ الروسية إس 400، على الرغم من التحذيرات التي وجهتها الولايات المتحدة لها بعدم شراء المنظومة الروسية.
وأضافت أن تقريرا استخباراتيا نشر قبل شهر تضمن صورا لأقمار صناعية لبناء منشأة خرسانية بالإضافة إلى مخابئ، مشيرا إلى أن البناء الجديد يناسب نمط منظومة الصواريخ الروسية إس-400.
من جهتها، تطرقت صحيفة “ديلي صباح” لاستعداد شركة (إف إن إس إس) التركية المتخصصة في صناعة المدرعات، البدء في مرحلة الإنتاج الشامل للدبابة التركية “النمر إم تي”.
وأوردت الصحيفة، تصريحا لمدير الشركة نائل كورت أكد فيه أن الدبابة التي تم تطويرها بالتعاون مع شركة إندونيسية، اجتازت كافة الاختبارات التأهيلية في إندونيسيا، مضيفة أن الدبابة، التي خضعت في جزيرة جاوة الإندونيسية لسلسلة اختبارات صعبة في أراض وعرة، خلال غشت الماضي، مستعدة لمرحلة الإنتاج الشامل.
وأبرزت، نقلا عن مدير الشركة، احتمال تلقي الشركة طلبات بصناعة حوالي 25 دبابة للعام الحالي، وعدد كبير للعام المقبل، مشيرا إلى مباحثات بخصوص صفقات بيع مع 4 بلدان في هذا الإطار.
وأضافت أن الدبابة التي تتميز بإمكانية الانتشار السريع على الميدان، وبقدرات قتالية متميزة وانخفاض تكاليف التشغيل، هي ثمرة مشروع تعاون ناجح، يحظى بدعم وزارتي الدفاع في تركيا وإندونيسيا.
من جانبها، أفادت صحيفة “تركيا الآن” أن المروحية التركية متعددة الأغراض، المطورة من قبل شركة الصناعات الجوية والفضائية التركية “توسا”، نفذت أمس الخميس، بنجاح أول تحليق لها، موضحة أن المروحية حلقت دون عقبات، ونفذت مناورات في وضعية الطيران.
وأشارت إلى أن المهندسين الأتراك وفي إطار برنامج صناعة الطائرة المروحية، تمكنوا بإمكاناتهم من تصميم هيكل الطائرة، وصناعة النظام الإلكتروني، وتصميم أنظمة النقل والدوران والهبوط، وغيرها من الأنظمة الحساسة في المروحيات. (يتبع)
وفي روسيا، تناولت صحيفة “فيديموستي” اتهام وزير الأمن البريطاني بن والاس للرئيس الروسي فلاديمير بوتين بتحمل مسؤولية تسميم سيرغي ويوليا سكريبالي في ساليسبري بغاز الاعصاب في أوائل مارس الماضي.
وكتبت الصحيفة أن بريطانيا القت بالمسؤولية الكاملة في هذه القضية على الرئيس الروسي، مشيرة الى أن رئيسة الوزراء تيريزا ماي قالت إن رجال الشرطة والادعاء يعتقدون الآن أن الهجوم على سيرغي سكريبال نفذه ضابطان بالمخابرات العسكرية الروسية ومن شبه المؤكد أنهما كانا يتصرفان بموافقة من مسؤولين روس كبار.
وسجلت الصحيفة رد فعل الكرملين الذي اعتبر أن توجيه لندن لاتهامات للسلطات الروسية في قضية العميل الروسي السابق سيرغي سكريبال وابنته في مدينة سالزبري في بريطانيا “غير مقبولة”.
ونقلت الصحيفة عن المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف قوله “بإن أي اتهام يتعلق بالسلطة الروسية غير مقبول، وأن لا السلطات العليا في روسيا ولا المسؤولين على مستوى أقل ليس لهم أي علاقة بما حصل في سالزبري”.
صحيفة “مسكوفسكيا برفدا”، ذكرت أن وزارة التنمية الاقتصادية لا ترى أي أسباب جدية للضعف اللاحق بالعملة الروسية الروبل، وذلك على الرغم من التقلبات الحالية.
وقالت الصحيفة نقلا عن وزير التنمية الاقتصادية، ماكسيم أورشكين أنه في العالم هناك عملات أضعف من الروبل كالليرة التركية، والبيزو الأرجنتيني، والراند الجنوب أفريقي، والحقيقي البرازيلي والروبية الهندية.
ووفقا للوزير، تضيف الصحيفة، ففي هذه البلدان الوضع أسوأ بكثير، حيث توجد مشاكل هيكلية، مشيرا الى انه “في روسيا هناك تاريخ للعقوبات وهو ما يزيد من التوتر بالنسبة للمستثمرين”.
وفي اليونان، اهتمت الصحف المحلية بالوضع الاقتصادي للبلاد والصعوبات التي تواجهها قبرص بسبب تزايد وصول المهاجرين غير الشرعيين إلى الجزيرة.
وفي مقال افتتاحي بعنوان “علامات الخطر على الاقتصاد والأسواق”، ابرزت صحيفة “تو فيما” أن سوق الأوراق المالية، الذي يعتبر مؤشرا على الثقة “انخفض بشكل كبير” في اليونان.
ولاحظت الصحيفة أن النمو لا يبدو أنه سجل دينامية أساسية لتعزيز الانتعاش الاقتصادي، مشيرة إلى أن “الإفراط في فرض الضرائب يقلص بشكل كبير من الخيارات المتاحة للأسر والمهنيين والشركات”.
وقالت الصحيفة إن النتيجة المباشرة لهذا التراكب هو “الجمود الدائم” الذي يواجهه المواطنون اليونانيون.
صحيفة “بروتو ثيما”، اكدت من جانبها، أن قبرص طلبت مساعدة الاتحاد الأوروبي نظرا لتزايد وصول المهاجرين غير الشرعيين لهذه الجزيرة الواقعة في البحر الابيض المتوسط، ووضعها موضع التنفيذ، مبرزة أن البلاد لن تكون قادرة على التعامل مع التدفق الهائل للمهاجرين.
ونقلت الصحيفة عن وزير الداخلية القبرصي قسطنطين بيتريدس، قوله إن سياسة الهجرة في الاتحاد الأوروبي يجب ألا تخلق “عبئا غير متناسب” بالنسبة لدول المواجهة، اذ أن الدول الاعضاء الصغيرة كقبرص لا يمكن أن تطور هياكلها لاستيعاب هذه التدفقات.