ركزت الصحف الصادرة اليوم الأربعاء من منطقة شرق أوروبا، على الائتلاف السياسي الذي أعلن عنه الحزب الحاكم في بولونيا لدخول غمار الانتخابات القادمة، وتحذير الولايات المتحدة لكل من سوريا وروسيا وإيران بخصوص الجهوم المحتمل على إدلب والعلاقات الأمريكية التركية وملف الهجرة باليونان، إضافة الى قضايا أخرى دولية وإقليمية.
ففي بولونيا، كتبت صحيفة “فبوليتيسي” أن “التحالف المعلن بين حزب (القانون والعدالة)، الذي يرأسه السياسي المؤثر في بولونيا ياروسلاف كاتشينسكي، وحزب “سوليدارنا بولسكا”(التضامن)، الذي يقوده وزير العدل زبيغنيو زوبرو، وحزب “بوروزيمنيا” (الأرض المشتركة)، الذي يقوده نائب رئيس الوزراء ياروسلاف غوفين، للتنسيق في الانتخابات القادمة، لا شك في أنه يعطي قوة للحزب الحاكم ويكرس هيمنته في الوقت ذاته على الجناح اليميني من المشهد السياسي في البلاد”.
وأضافت أن “التنسيق بين الاحزاب المعنية كان منتظرا قبل الإعلان عنه لأسباب كثيرة، منها مسؤوليتهما المشتركة في تدبير الحكومة وامتلاكهما لبرنامج موحد يستدعي الدفاع عنه أمام القاعدة الناخبة، إلا أن حزبي “سوليدارنا” و”بوروزيمنيا” لن يقويا على فرض قوتهما في الانتخابات القادمة، وهي أحزاب صغيرة ليس لها وقع كبير في الحياة السياسية الوطنية، التي ينشط فيها أزيد من 20 حزبا، اذا لم يكن يربطها تحالف مع الحزب الحاكم، الذي يعد عمليا من أقوى الأحزاب في بولونيا مع حزب (المنبر المدني)”.
ورأت صحيفة “فاكط” أن “التحالف القديم/الجديد بين الأحزاب المؤلفة للحكومة يؤشر على أن هناك حزب مهيمن وحزبان صغيران يؤثثان الأغلبية الحكومية والبرلمانية، ويبقى السؤال إن كان الحزبان الصغيران قادران على منح إضافة لحزب (القانون والعدالة) في صراع سياسي كبير ستعرفه الانتخابات القادمة على كل المستويات”.
وفي نفس السياق، رأت الصحيفة أنه “كان من الأجدر أن يبحث الحزب الحاكم عن تحالفات جديدة مع أحزاب أخرى الى حد ما مؤثرة في الساحة السياسية البولونية، وإيجاد القواسم المشتركة معها، خاصة وأن الحزب الحاكم سيكون عليه مواجهة كل الأحزاب التي ستدخل غمار المنافسة الانتخابية، التي ستنطلق في شهر أكتوبر القادم وستستمر الى غاية الانتخابات الرئاسية في سنة 2020 “، مشيرة الى أن “ما فاجأ المهتمين بالشأن السياسي البولوني هو عدم إعلان الحزب الحاكم عن تنسيقه مع حزب “كوكيز 15 “، الذي كان يعد السند المهم له في البرلمان”.
واعتبرت صحيفة “فورصال” أن الحزبين الصغيرين المتحالفين مع حزب (القانون والعدالة) “لم يقدما أية إضافة من حيث التأثير على القاعدة الناخبة، وبالتالي ما الجدوى من التحالف معهما، وكل المؤشرات تؤكد أن المواجهة السياسية في الانتخابات القادمة ستكون شديدة تقتضي تحالفات في حجم هذه الشدة”.
وأضافت الصحيفة أن “التحالف المعلن من قبل حزب (القانون والعدالة) قد يعني شيئا واحدا، وهو أن الحزب الحاكم متيقن من قوته ولا يحتاج الى تحالفات قد تكلفه تقاسم مراكز القيادة محليا ووطنيا”.
وفي روسيا، تطرقت صحيفة “ازفيستيا ” الى تعليق الكرملين على تحذير الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من شن هجوم على إدلب السورية، الواقعة تحت سيطرة المعارضة وتأكيده على أن المنطقة أصبحت “وكرا للإرهابيين”.
وسجلت الصحيفة أن ترامب حذر الرئيس السوري بشار الأسد و إيران وروسيا من “التهور بشن هجوم” على إدلب حيث إن مئات الآلاف قد يلقون حتفهم في ذلك الهجوم، وأكد أنه ينبغي على الأسد ألا يهاجم محافظة إدلب بشكل متهور، كما أن الروس والإيرانيين سيرتكبون خطأ إنسانيا جسيما بالمشاركة في هذه المأساة الإنسانية المحتملة، فلا تتركوا ذلك يحدث”.
وفي هذا الصدد، نقلت الصحيفة تعليقا للمتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أشار فيه الى أن “توجيه تحذيرات دون الأخذ بعين الاعتبار الوضع الكامل في سوريا، الذي يعد في غاية الخطورة وله أبعاد سلبية، لا يعد على الأرجح منهاجا شاملا”، مضيفا “أن وجود مسلحين في إدلب يقوض عملية السلام السورية ويجعل المنطقة قاعدة لشن هجمات على القوات الروسية في سوريا”.
وكتبت الصحيفة أن الوضع في إدلب سيكون من القضايا الرئيسية على جدول أعمال محادثات زعماء روسيا وإيران وتركيا في طهران خلال الأسبوع الجاري.
صحيفة “كوميرسانت” نقلت تصريحات رئيسة البنك المركزي الروسي ألفيرا نابيولينا، التي أكدت فيها أن هناك عدة عوامل موضوعية لرفع سعر الفائدة، وبأن القرار النهائي حول هذا الموضوع سيتخذه مجلس إدارة الهيئة التنظيمية.
وقالت إن “هناك عدد من العوامل التي تدعم هذا الاتجاه وفي الوقت ذاته هناك بعض العوامل الاخرى التي تسمح برفع محتمل لسعر الفائدة ” نشهد ارتفاعا في التقلبات في الأسواق المالية، ليس فقط في روسيا ولكن في الولايات المتحدة”، مبرزة “أن التضخم يعود بوتيرة أسرع مما كان متوقعا، ويرجع ذلك إلى العوامل الخارجية”.
وفي اليونان، اهتمت الصحف المحلية بشكل رئيسي بوضعية المهاجرين في جزيرة ليسبوس وذكرى تأسيس الحركة الاشتراكية الهلالية.
وفي هذا السياق، قدمت صحيفة “كاثيميريني” لقرائها نتائج دراسة استقصائية عن الظروف المعيشية للمهاجرين في مراكز الاستقبال في جزيرة ليسبوس الواقعة بالقرب من الساحل التركي، والتي تعتبر النقطة الرئيسية لوصول المهاجرين.
ووفقا للصحيفة، فإن 65,7 بالمائة من الأشخاص المستجوبين لا يشعرون بالأمان في مراكز استقبال المهاجرين، مشيرة إلى أن 32 في المائة من الأشخاص الذين أجريت معهم المقابلات ينحدرون من سوريا، يليهم الأفغان (26.7 بالمائة ) والعراقيون (12.9بالمائة).
من جهة آخرى، كرست صحيفة “تا نيا” افتتاحيتها لذكرى تأسيس حزب باسوك، مذكرة أنه في سنة 1974 ،ترك السياسي أندرياس باباندريو ، الذي أسس هذا التشكيل الحزبي بصمته على التاريخ اليوناني.
وليس هناك شك، تضيف الصحيفة، في أن حزب باسوك ساهم بشكل كبير في تحديث المجتمع اليوناني، مشيرة إلى أنه على الرغم من “أخطائه”، يجب أن يستمر الحزب في خدمة المبادئ والأفكار التي يحتاجها البلد للتقدم. وفي تركيا، واصلت الصحف حديثها عن الأزمة التي تمر منها العلاقات التركية الأمريكية، وموقع تركيا في حلف شمال الأطلسي، فضلا عن الزيارة التي يقوم بها ممثل الولايات المتحدة الخاص الجديد للشؤون السورية جيمس جيفري للمنطقة عقب تفاقم الوضع في سوريا، ولاسيما بمنطقة إدلب.
وفي هذا الصدد، تناولت صحيفة “يني شفق” التحذير الذي وجهه محلل استراتيجي أمريكي لبلاده من “خسارة حليف قوي مثل تركيا” بسبب الأزمة القائمة بين البلدين، مشيرا الى أن خطوات واشنطن الخاطئة قد تدفع تركيا للانضمام لمنظمات تقودها روسيا.
وأوردت الصحيفة مقتطفات من مقال للخبير الاستيراتيجي الأمريكي، مارتن سيف، نشره على الموقع الإلكتروني لمؤسسة “الثقافة الاستيراتيجية”، التي تتخذ من الولايات المتحدة مقرا لها، أكد فيه أن “الخطوات (في إشارة للعقوبات) التي اتخذتها واشنطن ضد تركيا تشبه أخطاء رئيس الوزراء البريطاني الراحل ونستون تشرشل، التي كانت سببا بوقوف الدولة العثمانية بجوار ألمانيا ودول المحور خلال الحرب العالمية الأولى (1914-1918)”.
وأوضح سيف، تضيف الصحيفة، أن “تشرشل في تلك الفترة رفض، كمسؤول سياسي، تسليم الدولة العثمانية سفينتين حربيتين تم إنشاؤهما في الترسانات البريطانية، بذريعة أن الأخيرة لم تدفع ثمنهما مقدما”، مبرزا أن هذا القرار “دفع الدولة العثمانية لدخول الحرب العالمية الأولى إلى جانب كل من ألمانيا، وإمبراطورية النمسا والمجر”.
وأضاف أن “الولايات المتحدة اليوم باتخاذ خطوات تهدف لعزل تركيا، تكرر نفس الخطأ الاستيراتيجي الذي ارتكبه الإنجليز في الماضي، وهذا من شأنه عزوف أنقرة عن حلف شمال الأطلسي (ناتو)”، معتبرا أن هذا الوضع سيدفع تركيا للانضمام إلى سلسلة من المبادرات والمنظمات الدولية التي تتزعمها روسيا، مثل منظمة شانغهاي للتعاون، والاتحاد الاقتصادي الأوراسي.
من جهتها، تطرقت صحيفة “ديلي صباح” للقاء وزير الدفاع التركي، خلوصي أكار، بممثل الولايات المتحدة الخاص الجديد للشؤون السورية جيمس جيفري.
وكتبت أن المسؤول الأمريكي يجري زيارة إقليمية للمنطقة شملت إسرائيل والأردن، موضحة أن المباحثات تطرقت إلى آخر التطورات في سوريا.
وسجلت أن أكار أعرب عن انزعاج تركيا من وجود تنظيمات “بي كا كا/ ب ي د/ ي ب ك” الإرهابية في شمال شرق المنطقة.