تناولت الصحف الصادرة اليوم الثلاثاء بمنطقة شرق أوروبا، بالتحليل المهلة التي منحها الاتحاد الأوروبي لبريطانيا لتجاوز تعثر المفاوضات البينية، والعلاقات التركية الأمريكية، والاضطرابات الاجتماعية في اليونان، وتطور الوضع الاقتصادي في روسيا، وقضايا أخرى إقليمية ودولية.
فقد كتبت صحيفة “فيبورشا” أن بولونيا “لا تنظر بعين الرضا الى تطور المفاوضات بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي وتعثرها بسبب اختلاف التصورات حول القضايا المادية بالأساس، وقد سبق لوارسو أن حذرت من أن المفاوضات لن تسفر عن نتائج مرضية قبل الخروج الرسمي للندن من المنتظم الأوروبي سنة 2019، وهو ما يتضرر بشأنه المواطن الأوروبي بالدرجة الأولى”.
وأوضحت أن “المؤسسات الأوروبية لم تحسن تدبير المفاوضات مع بريطانيا ،التي منذ الوهلة الأولى وهي تماطل في تقديم ضمانات مالية وسياسية معقولة قبل انسحابها من منتظم القارة العجوز”، معتبرة أن التماطل البريطاني يؤشر على أن هذا الانسحاب سيكلف دول الاتحاد الأوروبي خسائر مادية جسيمة، خاصة في السنوات القليلة القادمة، كما سيجعل حقوق المواطن الأوروبي الذي يعيش داخل بريطانيا في مهب الرياح”.
ورأت صحيفة “فبوليتيسي أن “منح كبير مفاوضي الاتحاد الأوروبي، ميشال بارنييه، مهلة جديدة للندن بشأن مفاوضات “بريكست” المتعثرة حاليا، يؤكد بالواضح أن الجانبين لن يخرجا بأية نتائج إيجابية على الأقل في الأفق المنظور، في الوقت الذي كان على بروكسيل ولندن وضع خريطة انسحاب بينة الآفاق قبل قمة قادة الاتحاد الأوروبي المتوقعة يوم 18 من أكتوبر القادم.
واعتبرت الصحيفة أن “تأجيل إبرام اتفاق خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وعدم الانتهاء من المفاوضات بحلول منتصف نونبر القادم يصب في مصلحة لندن، لأن ذلك يمنح الحكومة البريطانية هامشا أكبر للمناورة وإمكانية حشد التأييد السياسي الداخلي، وضبط عقارب الانسحاب من الاتحاد الأوروبي بأريحية تامة، وفي المقابل يشكل ذلك ضغطا على الاتحاد، الذي تنتظره الكثير من المهام لتحديد مساره في مرحلة ما بعد انسحاب بريطانيا”.
وكتبت صحيفة “نوفي ساش أنه “وحتى لا تراوح المفاوضات بين الاتحاد الأوروبي وبريطانيا مكانها يستدعي الأمر اتخاذ لندن قرارات سياسية واضحة، فيما يلوح في الأفق خطر كبير على الاتحاد الأوروبي في حال عدم التوصل إلى اتفاق في الزمن المحدد، بسبب خلافات تتركز حول التعويض المالي والعلاقات التجارية المستقبلية بين الطرفين، ومسألة حدود إيرلندا، وهي قضايا معقدة ليس من السهل إيجاد مخرج سهل لها”.
وأضافت أن بريطانيا “ليس لديها ما تخسره من الانسحاب وخروجها من الاتحاد الأوروبي لن يكلفها ماديا الشيء الكثير، وهو ما يجعلها تسوف اتخاذ القرار ربحا للوقت، وتمدد عملية التفاوض أطول قدر ممكن”.
وفي روسيا، تطرقت صحيفة “فيديموستي” الى تعليق الكرملين على التصريحات التي أدلى بها الرئيس الفرنسي في حق روسيا، والتي أشار فيها الى “أن حلم الرئيس الروسي هو تفكك الاتحاد الأوروبي”.
وفي هذا الصدد، قالت الصحيفة أن المتحدث باسم الكرملين دميتري بسكوف علق على هذه التصريحات بأن روسيا “مهتمة بتنمية وازدهار واستقرار الاتحاد الأوروبي”.
وسجلت الصحيفة أن بيسكوف أكد في تعليقه “اننا مهتمون بتطوير منطقة الاتحاد الأوروبي وتحقيق الرخاء والاستقرار بها”، مشيرا إلى أن بوتين تحدث مرارا عن استعداد روسيا لاستعادة وتطبيع العلاقات مع الاتحاد الأوروبي.
صحيفة “كوميرسانت”، ذكرت أن رئيس الوزراء الروسي دميتري ميدفيديف بعد عودته لمزاولة نشاطه السياسي من الوعكة الصحية التي ألمت به في الفترة الأخيرة، عقد اجتماعا حول إعداد ميزانية 2019 الخاصة بتمويل برامج التنمية الإقليمية.
وقالت الصحيفة إن رئيس الوزراء لم يعلن عن حجم هذه النفقات، مشيرة إلى أن المهمة الرئيسية تكمن في ربط طلبات المناطق بقدرات الميزانية الفيدرالية.
وأضافت أن رئيس الوزراء أكد خلال هذا اللقاء أن أولوية الحكومة تتمثل في تحقيق أهداف مرسوم ماي من خلال إطلاق المشاريع الوطنية “إن الأمر الرئيسي هو ربط الاحتياجات المتنامية مع قدرات الميزانية الاتحادية”، محذرا من الطلبات النقدية المتنوعة والمكلفة للإدارات لتطوير الكيانات المكونة للاتحاد الروسي.
وذكرت الصحيفة أنه بالنسبة للحكومة الروسية، فإن “ثلاث مناطق جغرافية تعتبر ذات أولوية وهي شبه جزيرة القرم والشرق الأقصى وشمال القوقاز”.
وفي اليونان، ركزت الصحف المحلية اهتمامها على قرار رئيس الوزراء أليكسيس تسيبراس، رفع الحد الأدنى للأجور وإضراب البحارة اليونانيين.
وفي هذا الصدد، قالت صحيفة “تو فيما” إن الرفع من الأجور سيأخد بالتأكيد حيزا من الإعلانات المركزية لرئيس الوزراء في الخطاب الذي سيلقيه في 8 شتنبر الجاري عند افتتاح معرض سالونيك الدولي (شمال)، مشيرة إلى أن الحكومة تحاول تعزيز خطابها السياسي ارتباطا بالمسار الاقتصادي للبلاد بعد خطط الإنقاذ لليونان.
وعلقت الصحيفة أن وزارة المالية اتخذت بالفعل الخطوات الأولى لتوسيع نطاق الاتفاقيات الجماعية في بعض القطاعات، مما يعني أن الأجراء، حتى في القطاعات التي لا يكون أرباب العمل ملزمين فيها، سيستفيدون من الزيادة في الأجور، مشيرة إلى أن من بين القطاعات المستهدفة السياحة والشحن والابناك.
صحيفة “كاثيميريني” سلطت الضوء على الإضراب الذي خاضته الاثنين، طواقم العبارات.
وذكرت الصحيفة أن آلاف المسافرين تقطعت بهم السبل في الجزر اليونانية بسبب إضراب البحارة، الذي دعا إلى الزيادة في الأجور وفي الامتيازات الضربية.
وفي تركيا، اهتمت الصحف باللقاء المحتمل بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الأمريكي دونالد ترامب على هامش الاجتماع السنوي للجمعية العامة للأمم المتحدة أواخر شتنبر الجاري بنيويورك، فضلا عن الزيارة التي سيقوم بها رئيس الدبلوماسية اليونانية اليوم الثلاثاء لحضور مراسم افتتاح مبنى القنصلية اليونانية في إزمير غربي تركيا، عقب تجديده.
وفي هذا الصدد، كتبت صحيفة “تريكا الآن” أنه من المتوقع أن يزور الرئيس التركي نيويورك بين الـ23 والـ27 من شتنبر الحالي، إن لم يحدث تغيير في اللحظة الأخيرة، حيث تعقد الأمم المتحدة جمعيتها العامة سنويا في الـ25 من هذا الشهر.
وأضافت أن الرئيس التركي سيلقي كلمة في الجمعية العامة، يوجه فيها رسائل هامة حول هيكلة الأمم المتحدة والأزمة السورية، مبرزة أنه لم يتضح بعد ما إذا كان أردوغان سيلتقي مع نظيره الأمريكي دونالد ترامب على هامش الاجتماع، في الوقت الذي يواصل فيه وسطاء من الجانبين العمل على ترتيب اللقاء.
وكتبت أن ترامب متحمس لعقد هذه القمة، غير أن من حوله وعلى رأسهم مستشار الأمن القومي جون بولتون، يعارضون اجتماعه بأردوغان، ويقولون إن الوقت غير مناسب لذلك.
في المقابل، تضيف الصحيفة، هناك في الجانبين من يؤكد على ضرورة الاجتماع، وذلك من أجل إنقاذ مستقبل العلاقات بين البلدين، حيث يدعم وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس عقد القمة، وهو مكلف بإعداد تقرير “هام” عن تركيا.
وبخصوص العلاقات التركية اليونانية، كتبت صحيفة “ديلي صباح” أن وزير الخارجية اليوناني نيكوس كوتزياس، سيقوم بزيارة تركيا اليوم الثلاثاء، حيث من المقرر أن يلتقي بنظيره مولود تشاوش أوغلو.
وأضافت نقلا عن الخارجية التركية أن الوزيرين سيلتقيان خلال مراسم افتتاح مبنى القنصلية اليونانية في إزمير غرب تركيا، عقب تجديده.
وأشارت “ديلي صباح” إلى أن تشاوش أوغلو ونظيره اليوناني، سيتناولان العلاقات الثنائية خلال لقائهما، دون ذكر مزيد من التفاصيل.