خصصت صحف أمريكا الجنوبية، الصادرة اليوم الأربعاء، أبرز عناوينها لشروع الأرجنتين في استيراد الغاز الطبيعي من الشيلي، وإطلاق مشروع للطاقات المتجددة، وكذا بتطورات المشهد الاقتصادي والسياسي بالبرازيل، وإصلاح النظام التعليمي بالشيلي.
فبالأرجنتين، كتبت صحيفة (اناسيون) أن هذه الأخيرة شرعت، منذ يوم أمس الثلاثاء، في استيراد الغاز الطبيعي من الشيلي ولمدة ثلاثة أشهر في خطوة تروم تدارك النقص الحاصل في هذه المادة، في ظل عدم كفاية الواردات الأرجنتينية من بوليفيا من الغاز الطبيعي، مشيرة إلى أن هذه الخطوة ستمكن البلاد من توفير نحو 46 مليون دولار، باعتبار الغاز الطبيعي أقل تكلفة من استخدام الغازوال.
وأضافت أن الأرجنتين ستستورد نحو 5ر5 مليون متر مكعب يوميا من الشيلي بين شهري ماي الجاري ويوليوز المقبل لتغطية الطلب المتزايد على هذه المادة، وذلك في إطار صفقة بين البلدين الجارين بقيمة 95 مليون دولار، مذكرة بأن الأرجنتين سبق لها أن صدرت الغاز الطبيعي للشيلي في الفترة ما بين 1998 و2004، قبل أن تتوقف عن ذلك بسبب تراجع الإنتاج.
وأشارت الصحف الأرجنتينية إلى أن الرئيس ماوريسيو ماكري كان وعد بأن تستأنف بلاده تصدير الغاز الطبيعي إلى الشيلي قبل متم ولايته الرئاسية الحالية، مذكرة بأن البلد الجار يستورد بدوره الغاز الطبيعي من جنوب شرق آسيا، ويعيد بيعه للأرجنتين بموجب اتفاقيات التجارة الحرة التي تربطه بعدد من الدول الآسيوية المنتجة.
وفي موضوع آخر، توقفت الصحف عند إطلاق الرئيس ماكري لمشروع يروم رفع إنتاج الطاقة المتجددة ببلاده من نسبة 2 في المائة حاليا إلى 20 في المائة في افق سنة 2025.
ونقلت عن ماكري قوله، خلال إطلاق المشروع أمس بمنطقة فيلا لوغانو بمحافظة بوينوس أيرس، إن “العالم أجمع منشغل بإنتاج الطاقات البديلة”، مؤكدا على أهمية مواصلة الالتزام بالعمل على تقليص انبعاثات الغازات الدفيئة.
ومن جهة أخرى، اهتمت الصحف الأرجنتينية بما وصفته “التحول الجذري” في موقف الحكومة إزاء مشروع قانون اقترحته المعارضة ويتعلق بمنع تسريح الموظفين بالقطاعين العام والخاص لمدة ثلاثة أشهر وينص على منح تعويضات مضاعفة لمن يتم فسخ عقودهم خلال هذه الفترة، مشيرة إلى أن الحكومة تسعى إلى التفرغ إلى ملفات أخرى وطي ملف هذا المشروع الذي سبق أن صوت عليه مجلس الشيوخ، ومن المنتظر أن يعرض اليوم، بعد جدل كبير، للتصويت بمجلس النواب في جلسة توقعت الصحف أن تكون “ماراطونية”.
وفي البرازيل، تصدرت آخر تطورات المشهد الاقتصادي والسياسي عناوين الصحف المحلية. حيث توقفت صحيفة (فوليا دي ساو باولو) عند قرار الرئيس المؤقت ميشال تامر تعيين النائب أندري مورا، حليف رئيس مجلس النواب إدواردو كونيا، المعزول من منصبه، كرئيس للمجموعة البرلمانية الحكومية، معتبرة أن هذا التعيين تم بضغط من أحزاب الوسط.
وأوردت الصحيفة أن أحزاب الوسط لم تقبل بأن يشغل عضو في الائتلاف الحاكم السابق هذا المنصب، ورأت في ذلك محاولة لخلق “تكتل” حول الرئيس تامر، لدعمه.
وتحت عنوان “معارك صعبة”، تطرقت اليومية إلى عثرات عدد من الوزراء والمسؤولين في الحكومة المؤقتة الجديدة والتحديات التي تنتظر الفريق الاقتصادي لتامر، واعتبرت أن الاقتصاد البرازيلي بحاجة إلى تناول قضايا ملحة مثل التضخم والعجز المالي، وتقليص النفقات العمومية والبرامج الاجتماعية.
واهتمت صحيفة (أو غلوبو) بمقترح الحكومة الرامي إلى تغيير حقوق التقاعد بالنسبة للعمال النشطين، باعتباره إجراء ضروريا للحد من تأثير الخدمات الاجتماعية على الميزانية العامة، مشيرة إلى أن هذه الخدمات تمثل خلال السنة الجارية 2ر35 في المائة من ميزانية الدولة، أي 95ر7 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي، ويتوقع أن تصل إلى 2ر17 في المائة في أفق سنة 2060، ومن هنا الحاجة إلى القيام بإصلاح في أقرب وقت ممكن.
ومن جانبها، تطرقت يومية (إستادو) لتصريحات الرئيس السابق للبنك المركزي البرازيلي، أرمينيو فراغا، والتي أكد فيها أن حزب العمال قاد البلاد، خلال 13 سنة من حكمه، إلى الهاوية، وقال إنه “على الرغم من البداية الواعدة لحكومة لولا، بعد بضع سنوات، انتعش الاقتصاد بفضل ارتفاع منح القروض وأسعار المنتجات الأساسية، لكن الاستثمار لم يزد بشكل كبير”، منتقدا “السياسات الشعبوية” لحزب العمال وتركيزه على تحقيق “المكاسب الفورية على حساب المكاسب الاقتصادية المستدامة”.
وفي الشيلي، ركزت الصحف المحلية اهتمامها على تفعيل إصلاح النظام التعليمي من قبل الحكومة بهدف تحسين مناهج التعليم وضمان مجانيتها، وعلى ظاهرة المد الأحمر التي سجلت مؤخرا بالسواحل الشيلية.
وتوقفت يومية (لاتيرسيرا) عند التصريحات التي أدلت بها، أمس الثلاثاء، وزيرة التعليم، أدريانا دلبيانو، والتي كشفت فيها أن توقعات الحكومة تشير إلى أن نحو 260 ألف طالب سيستفيدون من مجانية التعليم العالي خلال سنة 2017.
ونقلت الصحيفة عن الوزيرة قولها، في مقابلة مع إحدى الإذاعات المحلية، إن 125 ألف طالب استفادوا حتى الآن من مجانبة التعليم، مشيرة إلى أن هذا العدد، ووفقا للسياسة الحكومية المتبعة في هذا المجال، ستتم مضاعفته خلال العام المقبل بغية تحقيق الهدف الذي رسمته الرئيسة ميشيل باشليت بهذا الخصوص.
وأشارت الصحف المحلية إلى أن رئيسة البلاد جددت التزامها، خلال استعراضها الخطوط العريضة لسياسة الحكومة في العديد من المجالات في ماي الماضي بالمؤتمر الوطني، بإصلاح شامل لنظام التعليم من أجل المضي قدما نحو مجانية التعليم العالي لفائدة الطلاب الذين ينتمون إلى الطبقات الفقيرة.
وفي موضوع آخر، اهتمت صحيفة (إلميركوريو) بتطورات ظاهرة وجود المد الأحمر مؤخرا قبالة السواحل الشيلية، لاسيما في جزيرة شيلوي، حيث كان صيادو الأسماك الأكثر تضررا من هذه الظاهرة، كما تضرر النشاط السياحي بالمنطقة بشكل ملحوظ.