خصصت الصحف الصادرة، اليوم الأربعاء، ببلدان أمريكا الجنوبية، أبرز مقالاتها للعلاقات الأرجنتينية البريطانية وللافتتاح الرسمي من قبل الرئيس الأرجنتيني، ماوريسيو ماكري، لـ”منتدى الأعمال والاستثمار”، الذي تحتضنه العاصمة الأرجنتينية حاليا بمشاركة العديد من المسؤولين ورجال الأعمال وممثلي الشركات المحلية والعالمية.
كما تناولت صحف المنطقة انعكاسات الأزمة الاقتصادية بالبرازيل على مالية الدولة، واستدعاء أعضاء مجلس الشيوخ البرازيلي لوزير مكتب الرئاسة، على خلفية تصريحات للمحامي العام السابق فابيو ميدينا، وكذا آخر التطورات المرتبطة بأزمة الرئاسة الدورية للسوق المشتركة لأمريكا الجنوبية، الميركوسور، وتطور حركة النقل الجوي خلال فترة الاحتفال بـ”الأعياد الوطنية” بالشيلي.
وتوقفت الصحف الأرجنتينية عند استقبال وزيرة الخارجية، سوسانا مالكورا، أمس الثلاثاء ببوينوس أيرس، نائب نظيرها البريطاني، ألان دنكان، وذلك على هامش مشاركته في “منتدى الأعمال والاستثمار”.
وذكرت الصحف، نقلا عن بلاغ للخارجية الأرجنتينية، أن المباحثات بين مالكورا والديبلوماسي البريطاني، على هامش المنتدى، الأول والأضخم من نوعه بالبلاد، والذي عرف حضور أزيد من ألف و600 رجل أعمل أرجنتيني ومقاول محلي وأجنبي بهدف تعزيز الاستثمارات بالبلاد، تناولت “مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك”، مشيرة إلى أن زيارة ألان دنكان، هي أول زيارة رسمية لمسؤول من الخارجية البريطانية إلى بوينوس أيرس خلال السبع سنوات الأخيرة.
وأضافت أن هذا اللقاء مكن من مواصلة النقاشات بين البلدين بشأن استئناف الرحلات الجوية من وإلى جزر المالوين وبشأن رفع قيود التنقيب عن النفط في الأرخبيل المتنازع عل سيادته بين البلدين، مذكرة، في هذا الصدد، بأن هذه المفاوضات كانت انطلقت خلال زيارة مالكورا إلى لندن في ماي الماضي والتي اجتمعت خلالها مع نظيرها البريطاني السابق فيليب هاموند، على هامش قمة مكافحة الفساد.
وأشارت الصحف إلى أن إجراء حوار بشأن رحلات جوية مباشرة نحو الجزر، مثلما كان الأمر قبل الحرب التي دارت بين البلدين سنة 1982 بسبب نزاع السيادة على المنطقة ورفع القيود المفروضة على التنقيب على النفط في هذه الأخيرة، كان موضوع رسالة بعثت بها رئيسة الوزراء البريطانية الجديدة، تيريزا ماي، إلى الرئيس الأرجنتيني، ماوريسيو ماكري، مؤخرا.
من جهة أخرى، تطرقت الصحف إلى كلمة الرئيس الأرجنتيني، ماوريسيو ماكري، خلال الافتتاح الرسمي، يوم أمس، لـ”منتدى الأعمال والاستثمار” ببوينوس آيرس، والتي أكد خلالها أن بلاده آخذة في السيطرة على معدل التضخم، الذي أظهرت وتيرة ارتفاعه تراجعا ملحوظا خلال شهر غشت المنصرم، مشيرا إلى أن الاقتصاد الأرجنتيني، الثالث في أمريكا اللاتينية، بدأ يستعيد عافيته ويتجاوز مرحلة الركود التي ميزته خلال السنوات الأخيرة.
ونقلت صحيفة “أمبيتو فينانسييرو” عن ماكري قوله إن المؤشرات الأولى لتعافي الاقتصاد الأرجنتيني بدأت في الظهور بفضل التدابير الماكرو اقتصادية التي اتخذتها حكومته منذ مجيئها في يناير الماضي، والتي أكد أن بعضها كان “مؤلما وصعبا” لكن ضروريا، مشددا على أن “الأرجنتين كانت قبل تسعة أشهر على حافة أزمة أخرى، لكن الأرجنتينيين قرروا التغيير وكان رد فعلهم في التوقيت المناسب وحققوا التغيير، واليوم نريد أكثر، نريد الانفتاح على العالم”.
وأشارت اليومية الاقتصادية إلى أن الرئيس الأرجنتيني دعا المسؤولين ورجال الأعمال وأرباب المقاولات الأجانب الحاضرين إلى المشاركة في هذه “المرحلة الجديدة” التي تعيشها بلاده في ظل “قواعد لعبة واضحة وسليمة”.
وبالبرازيل، اهتمت الصحف المحلية بانعكاسات الأزمة الاقتصادية المحلية على مالية الدولة، باستدعاء أعضاء مجلس الشيوخ لوزير مكتب الرئاسة، إليسيو باديليا، على خلفية التصريحات الأخيرة للمحامي العام السابق فابيو ميدينا، الذي اتهم الحكومة بالسعي لعرقلة التحقيق في فضيحة الفساد داخل شركة “بتروبراس” النفطية العمومية، وكذا بآخر التطورات المرتبطة بأزمة الرئاسة الدورية للميركوسور.
وكتبت صحيفة “أو غلوبو” أنه بسبب الركود الذي تعانيه البلاد منذ نحو سنتين، حذر حكام 14 ولاية على الأقل من الشمال والشمال الشرقي للبلاد وزير الاقتصاد والمالية، هنريك ميريليس، من أنهم قد يعلنون حالة “الكارثة العمومية” في غضون الاسبوعين المقبلين اذا لم توفر الحكومة حلا للأزمة المالية التي تواجه ولاياتهم.
وأشارت الصحيفة إلى أن الحكومات الجهوية طلبت دعما إضافيا من الحكومة المركزية، على غرار الدعم الذي حظيت به ولاية ريو دي جانيرو، كما طلبت إعادة التفاوض بشأن ديونها وجدولتها على مدة 20 عاما.
ونقلت اليومية عن حكام الولايات تحذيرهم من أنه “إذا لم نحصل على الموارد، سنضطر لوقف الخدمات. نحن بحاجة للمساعدة. لقد قال الوزير إنه لا يمكنه أن يعد بأي شيء، وطلب منا الانتظار. الوضع صعب للغاية ونخشى ألا تتحمل بعض الولايات ذلك”، مشيرة إلى ان حكام الولايات المعنية طلبوا استقبالهم من قبل الرئيس ميشيل تامر لشرح الوضع، وهو ما تعذر بسبب التزامات الأخير.
من جهتها، ذكرت يومية “جورنال دو برازيل” أن أعضاء مجلس الشيوخ طلبوا من وزير مكتب الرئاسة، إليسيو باديليا، المثول أمام المجلس على خلفية التصريحات الاخيرة الي صدرت عن المحامي العام السابق للبرازيل، فابيو ميدينا أوسوريو، الذي تمت إقالته من منصبه الجمعة الماضي، والذي كان أدان في مقابلة مع مجلة “فيغا” المحلية الأسبوعية، محاولة الحكومة عرقلة التحقيق الجاري في فضيحة الفساد من قبل شبكة داخل شركة “بيتروبراس”.
واعتبرت اليومية أن إقالة أوسوريو قد يكون مردها إلى كون وزير مكتب الرئاسة خشي من الطلب المقدم من قبل المحامي العام للبرازيل لدى المحكمة العليا من أجل الولوج إلى معلومات حول الأحزاب السياسية المتورطة في فضيحة “بيتروبراس”، بهدف إطلاق متابعات ضد السياسيين المعنيين.
من جانبها، أوردت صحيفة “فوليا دي ساو باولو” أن الدول المؤسسة للميركوسور (الأرجنتين والبرازيل والباراغواي والأوروغواي) توصلت لاتفاق بشأن رئاسة هذا التكتل الإقليمي خلال النصف الثاني من السنة الجارية والتي كانت ستعود إلى فنزويلا، التي تعاني من أزمة سياسية واقتصادية غير مسبوقة، مشيرة إلى أن هذه البلدان الأربعة ستتولى الرئاسة المشتركة للمجموعة الاقتصادية.
وأشارت إلى أن القرار لم يحظ بالإجماع، حيث إن الأرجنتين والبرازيل والباراغواي صوتت لصالح الرئاسة المشتركة للميركوسور، في حين امتنعت الأوروغواي عن التصويت، مضيفة أن فكرة الرئاسة المشتركة اقترحتها الأرجنتين وتبنتها البرازيل والباراغواي.
وبالشيلي، توقفت الصحف المحلية، على الخصوص، عند نمو حركة النقل الجوي خلال فترة الاحتفال بـ”الأعياد الوطنية” بالبلاد، حيث ذكرت يومية “إل دياريو فينانسييرو”، استنادا إلى معطيات مصلحة الطيران المدني، أن الرحلات الداخلية ستشهد نموا بنسبة 10 بالمائة، في حين ينتظر أن تسجل الرحلات الدولية ارتفاعا بواقع 15 بالمائة خلال فترة الاحتفالات.
وأشارت إلى أن شركات النقل الجوي الشيلية، التي نقلت في 11 شتنبر الجاري نحو 30 ألف مسافرا، بزيادة بنسبة 30 في المائة مقارنة بالأيام العادية، ينتظر أن تنقل يوميا نحو 24 ألف مسافر بالنسبة للرحلات الدولية في الفترة ما بين 11 و18 من الشهر الجاري.
كما ذكرت الصحف بعدد من التدابير التي اتخذتها وزارة الأشغال العمومية بالتعاون مع الشرطة من أجل تسهيل النقل البري خلال هذه الأعياد الوطنية، والتي ينتظر أن تغادر خلالها نحو 335 ألف سيارة العاصمة سانتياغو والمناطق المحيطة بها في اتجاه مدن أخرى.