اهتمت الصحف الوطنية الصادرة اليوم الجمعة بالأنشطة الملكية، ولقاء رجال الأعمال المغاربة ونظرائهم بجنوب السودان لبحث إمكانيات تعزيز الشراكة الاقتصادية، وإدانة المغرب للهجوم الذي تعرضت له فرقاطة سعودية أثناء قيامها بدورية مراقبة غرب ميناء الحديدة اليمني.
وهكذا كتبت الصحف الوطنية أن جلالة الملك محمد السادس أشرف، رفقة رئيس جمهورية جنوب السودان، فخامة السيد سالفا كير ميارديت، أمس الخميس بجوبا، على تسليم هبة إنسانية هامة لفائدة ساكنة هذا البلد الشرق إفريقي.
وأبرزت الصحف أن هذه الهبة الملكية الممنوحة من طرف مؤسسة محمد السادس للتنمية المستدامة، تندرج في إطار التضامن الفاعل للمملكة المغربية مع بلدان القارة الإفريقية الشقيقة، حيث تتألف من 267,5 طنا من مختلف المواد الغذائية، مضيفة أن هذه الهبة تشمل كذلك 70 طنا من الأغطية، و10 أطنان من تجهيزات الطبخ الممنوحة لساكنة جنوب السودان بمخيمات النازحين.
وأضافت أن جلالة الملك أشرف، كذلك رفقة رئيس جمهورية جنوب السودان فخامة السيد سالفا كير ميارديت بجوبا، على تسليم هبة من الآليات والتجهيزات الطبية لفائدة المستشفى المركزي بعاصمة جنوب السودان.
وأشارت ذات المصادر الى أن هذه الهبة الممنوحة من طرف مؤسسة محمد السادس للتنمية المستدامة، تتألف من تجهيزات تهم وحدة طب العيون ومصلحة النساء والتوليد بمستشفى جوبا. وتضم على الخصوص، بالنسبة لمصلحة طب النساء والتوليد، 4 حاضنات، و3 طاولات مسخنة، وآلتين للتهوية، و3 آلات للتصوير العلاجي، وعدد من حزم لوازم التوليد والإنعاش بالنسبة للمواليد الجدد، كما تضم الهبة منظارا لعمليات جراحة العيون، و “كاميرا فوندوس”، وآلة لقياس المجال البصري، إلى جانب لوازم علاج داء المياه البيضاء والجراحات الصغرى، ومنظارين للعيون.
وبرسم نفس الزيارة، كتبت الصحف أن جلالة الملك، مرفوقا برئيس جمهورية جنوب السودان فخامة السيد سالفا كير ميارديت، قام بزيارة للمستشفى الميداني التابع للقوات المسلحة الملكية المقام بجوبا، وذلك في إطار البعثة الإنسانية لفائدة ساكنة جمهورية جنوب السودان، للاطلاع على التجهيزات الحديثة المتوفرة بالمستشفى الميداني متعدد التخصصات والخدمات الطبية ذات الجودة التي يقدمها لساكنة جمهورية جنوب السودان.
وأوردت أن طاقة المستشفى الميداني متعدد التخصصات المقام منذ يوم الاثنين 23 يناير الماضي بقلب مدينة جوبا، والذي يستقبل ما معدله 400 إلى 600 مريض في اليوم، تبلغ 30 سريرا قابلا للتوسيع إلى 60، مبرزة أن طاقم المستشفى يتكون من 20 طبيبا متخصصا و18 ممرضا، ويقدم خدمات طبية ذات جودة عالية في تخصصات مختلفة، لاسيما طب الأطفال، والطب الباطني، والجراحة، وطب القلب والشرايين، والعظام والمفاصل، وطب الأسنان، وطب العيون، وطب الأنف والأذن والحنجرة.
وفي سياق متصل، ذكرت الصحف أن جلالة الملك، مرفوقا بصاحب السمو الأمير مولاي إسماعيل، ورئيس جمهورية جنوب السودان فخامة السيد سالفا كير ميارديت، قام خلال نفس اليوم، بزيارة ضريح الراحل جون كرانغ، حيث وضع جلالته إكليلا من الزهور ترحما على زعيم استقلال جنوب السودان.
وتناقلت الصحف الوطنية البيان المشترك الذي توج الزيارة الرسمية التي قام بها جلالة الملك إلى جمهورية جنوب السودان، والذي جاء فيه أن فخامة الرئيس سالفا كير ميارديت اعتبر أن قضية الصحراء مختلفة في تركيبتها وطبيعتها القانونية والسياسية عن قضية جنوب السودان، وأقر بجهود الأمم المتحدة الرامية إلى التوصل إلى حل سياسي للنزاع الإقليمي حول الصحراء.
واستنادا لنفس البيان، أبرزت اليوميات أن رئيس جنوب السودان حرص على تهنئة جلالة الملك بعد عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي، مرحبا في هذا الصدد، بالدعم الذي حظي به المغرب من قبل أغلبية ساحقة من الدول الإفريقية، كما أبرز دور المغرب ومساهمته الفعلية في التنمية والوحدة والاستقرار في القارة.
وأشارت إلى أن قائدي البلدين، أكدا على الدور الهام الذي تضطلع به المنظمات الإقليمية الافريقية جنوب الصحراء ذات الصلة، والمتمثلة في الهيئة الحكومية للتنمية في شرق إفريقيا (إيغاد) ومجموعة شرق إفريقيا (إياك)، خاصة في تفعيل استراتيجيات التنمية المستدامة في منطقة شرق إفريقيا، وكذا بمسلسل الاندماج الذي باشرته هاتان المجموعتان الإقليميتان.
وأضافت أن فخامة الرئيس سالفا كير مايارديت أشاد بالمؤهلات الكبرى للمغرب للمساهمة في تنمية واستقرار شرق إفريقيا في مجموعها ، ودعا إلى تعزيز العلاقات بين المغرب ومنطقة شرق إفريقيا.
ونوه جلالة الملك، حسب ذات المصادر، بالدعوة التي أطلقت مؤخرا من قبل السيد سالفا كير ميارديت، من أجل حوار وطني، واصفا إياه بمبادرة جريئة لتحقيق هدف الاتحاد الإفريقي من أجل إسكات صوت الأسلحة بحلول 2020 وخلق جو من الاستقرار والتنمية والرخاء في جنوب السودان.
وارتباطا بنفس الموضوع، تناولت الصحف الوطنية اللقاء الذي جمع ثلة من رجال الأعمال المغاربة ونظرائهم من جنوب السودان، في إطار لقاء انعقد، أول أمس الأربعاء بجوبا، من أجل استكشاف فرص الاستثمار المتاحة وبحث السبل الكفيلة بتعزيز التعاون الاقتصادي بين المغرب وجمهورية جنوب السودان.
ونقلت الصحف عن رئيسة الاتحاد العام لمقاولات المغرب السيدة مريم بنصالح شقرون، قولها إن اللقاء يشكل فرصة مواتية لبحث إمكانيات القيام باستثمارات مشتركة وتعميق التعاون الاقتصادي بين البلدين، علما أن جنوب السودان هي بلاد فتية تزخر بموارد طبيعية وإمكانيات واعدة، لاسيما في قطاعات المعادن والفلاحة والصناعة الغذائية.
وأضافت الصحف أن الكاتب العام لهيئة الاستثمار بجنوب السودان، السيد أبراهام ماليي مامير، أوضح أن زيارة جلالة الملك ستحمل في طياتها الكثير من المزايا والفرص بالنسبة لدولة جنوب السودان وشعبها، وذلك في ضوء اتفاقيات التعاون الهامة التي تم التوقيع عليها اليوم، والتي تهم عددا من المجالات الكفيلة بتنمية البلاد وتعزيز فرص إقلاعها الاقتصادي.
وفي سياق آخر، تطرقت الصحف الوطنية لاعلان المملكة عن إدانتها الشديدة للهجوم الآثم الذي تعرضت له فرقاطة سعودية أثناء قيامها بدورية مراقبة غرب ميناء الحديدة اليمني، يوم الأحد الماضي، والذي أسفر عن وفاة وإصابة عدد من أفراد طاقمها.
وذكرت استنادا لبلاغ لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون، أن المملكة المغربية تتقدم بأحر عبارات التعازي والمواساة إلى الحكومة والشعب السعوديين، وتؤكد تضامنها الكامل والموصول مع المملكة العربية السعودية وتأييدها لجهودها في الحفاظ على الشرعية في اليمن.
وأضافت، نقلا عن نفس البلاغ، أن المملكة تدعو أيضا إلى الوقف الفوري لهذه الاعتداءات المشينة التي تتنافى مع قوانين الملاحة البحرية وتؤثر سلبا على تدفق المساعدات الإنسانية لفائدة الشعب اليمني الشقيق، وتتعارض مع المساعي الدولية لإيجاد حل سياسي للأزمة في اليمن، وفقا لمقتضيات قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216.
وحول ردود فعل الدول ازاء عودة المغرب للاتحاد الافريقي، أفادت الصحف الوطنية أن منظمة تضامن الشعوب الإفريقية الآسيوية، أعربت عن بالغ سعادتها بعودة المغرب إلى ممارسة نشاطه بالاتحاد الافريقي، مؤكدة أن قرار عودة المغرب إلى الهيئة القارية ينم عن حكمة قيادة المغرب من أجل العمل على الأهداف المشتركة لشعوب افريقيا.
بدورها التحقت دولة السنغال، بالمهنئين بعودة المغرب للاتحاد الافريقي، حيث نشرت الصحف نقلا عن وزير الشؤون الخارجية وسنغاليي المهجر، مانكور ندياي، قوله، “أريد أن أهنئ، باسم الرئيس ماكي سال، المملكة المغربية على عودتها المظفرة إلى الاتحاد الإفريقي”.
في الملف الاقتصادي، اهتمت الصحف بتصريحات المدير العام للضرائب، عمر فرج، الذي قال إن رقمنة جزء من مهن إدارة الضرائب مكنت المديرية العامة للضرائب من زيادة عدد عمليات المراقبة من 1200 إلى حوالي 3000 عملية خلال سنة 2016، مضيفا أن المداخيل التي تأتي استكمالا للأداء التلقائي، ارتفعت إلى 12 مليار درهم، وأن مراجعة الحسابات في عين المكان مكنت من تحصيل 6،2 مليار درهم، فيما استخلصت ال5،8 مليار درهم المتبقية من تحسين المبالغ التي يتعين دفعها وتعديلات أوعية المراقبة.
ثقافيا، تطرقت الصحف الوطنية لانطلاقة، فعاليات أسبوع السينما المغربية بالقاهرة، الذي ينظمه المركز السينمائي المغربي بتعاون مع وزارة الثقافة المصرية إلى غاية السابع من فبراير الجاري، بحضور وفد مغربي يتكون من مهنيين وسينمائيين وصحفيين ونقاد وممثلي الهيئات المشرفة على القطاع السينمائي بالمغرب.
وفي الشق الرياضي، خصصت اليوميات المغربية جانبا مهما من صفحاتها لاقصائيات كأس افريقيا للأمم 2017 المقامة بالغابون، وكذا استعدادات الأندية المغربية لكرة القدم الممارسة بالقسم الأول لاستئناف الشطر الثاني من البطولة الاحترافية اتصالات المغرب.
وفي الملف الدولي استأثرت باهتمام الصحف الوطنية الادانة الدولية لإعلان الحكومة الإسرائيلية عزمها بناء ثلاثة آلاف وحدة استيطانية جديدة في الضفة الغربية.